الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

حول احتجاب الامام المهدي ع عن الانظار

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ مَن يرى المهدي (عليه السّلام) فسوف يعرفه بشخصه ، وسيعرفه كلّما رآه ، وهو ما يؤدّي بالمهدي (عليه السّلام) تدريجاً إلى انكشاف أمره * وانتقاء غيبته المتمثّلة بخفاء عنوانه * والجهل بحقيقته ؛ إذ من المحتمل للرائي أنْ يُخْبِر الآخرين بذلك ، فيعرفون حقيقته وينكشف أمره .
ويمكن الانطلاق إلى الجواب على مستويات ثلاثة :
* المستوى الأول : إنّ الفرد الذي يحظى بمقابلة المهدي (عليه السّلام) لنْ يكون إلاّ مِن خاصّة المؤمنين المتكاملين في الإخلاص ـ على الأغلب ـ * ومثل هذا الفرد يكون مأموناً على إمامه (عليه السّلام) من النقل إلى الآخرين ؛ فإنّ الناس لا يعلمون من هذا الشخص أنّه رأى المهدي وعرفه ، وله الحرية في أنْ يقول ذلك أو أنْ يستره ، أو أنْ يبدي بعض الحادث ويخفي البعض الآخر ، بالمقدار الذي يحقّق به مصلحة الغيبة والستر على الإمام الغائب (عليه السّلام) .
* المستوى الثاني : إذا لم يكن الرائي مأموناً ـ فيما إذا اقتضتْ المصلحة مقابلته ـ فقد يكون بعيد المزار جدّاً ، ويكون المهدي (عليه السّلام) عالماً سلفاً بأنّه لنْ يصادفه في مدينته أو في الأماكن التي يطرقها طيلة حياته ، ومعه فيكون الخطر المشار إليه في السؤال غير ذي موضوع .
* المستوى الثالث : إذا كان الرائي قريباً في مكانه من المنطقة التي يسكنها المهدي (عليه السّلام) * ولم يكن مأموناً ، فإنّه يحتاج المهدي إلى تخطيط معين لتفادي الخطر المذكور .
ولعلّ أوضح تخطيط وأقربه إلى الأذهان هو أنْ يغيّر زِيّه الذي يعيش به عادة بين الناس ؛ ليقابل الفرد المطلوب بزيٍّ جديد . ومن هنا نرى الإمام المهدي (عليه السّلام) ـ على ما دلّتْ عليه الروايات ـ يقابل الناس بأزياء مختلفة ؛ وأخرى على شكل رجل من رجال الدين العلويّين ، وهذا أحسن ضمان لعدم التفات الناس إلى شخصيّته المتمثّلة بزِيّهِ العادي .
على أنّ المقابلات تقترن في جملة من الأحيان بأشكال من الضرورة والحرج عند الفرد ، وهي الضرورة التي يريد المهدي (عليه السّلام) إزالتها على ما سنسمع ، ومثل هذا الفرد يصعب عليه ـ وهو في حالته تلك ـ تمييز سحنة الإمام (عليه السّلام) بشكل يستطيع أنْ يشخّصه بعد ذلك ، خاصّة وهو في زِيّه التنكّري .
وهناك أساليب أخرى يمكن اتّخاذها في هذا الصدد ، لا ينبغي أنْ نطيل بها الحديث .
ولو فرض أنّه احتاج الأمر وانحصر حفظ الإمام (عليه السّلام) بالإعجاز بطريق الاختفاء الشخصي لو قابله الفرد الرائي مرّة ثانية ، لكان ذلك ضروريّاً ومتعيّناً ، أو تكون المعجزة على شكل نسيان الرائي لسحنة الإمام (عليه السّلام) بعد المقابلة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق