الأحد، 18 ديسمبر 2011

فَلَعَمري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب::القائم بالقسط


(( فلَعمري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب . القائم بالقسط .
الداين بدين الحق. الحابس نفسه على ذات ألله ))
=========================
:من النهوض الحُسَيني إلى القيام المهدوي:
:وقفة قيَميّة في التأسيس والتطبيق:
=====================

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.

لقد بيّن الإمام الحسين /ع/ المواصفات الشرعية والحقيقية للحاكم المُسلم والصالح لقيادة المسلمين وتدبير امورهم الدينية والدنيوية
والذي تجبُ طاعته شرعا .

وذلك في رسالة أرسلها /ع/ إلى أهل الكوفة قائلاً::
(( فلَعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب . القائم بالقسط . الداين بدين الحق. الحابس نفسه على ذات ألله ))
/1/ الإرشاد/ المفيد / ص 204 .


وهنا يجبُ الوقوف المعرفي والمُتفحِّص للتأسيس على ما بيّن الإمام الحسين/ع/
من مواصفات صالحة وحكيمة لشخص الحاكم أو دولته بشكل عام


فالإستناد في حكم الأمة إلى دستور سديد مثل كتاب ألله العزيز (القرآن الكريم)

يعطي
لنفس الحاكم ودولته مشروعية ورسمية في تدبير وإدارة إمور المسلمين دينيا ودنيويا.


فضلا عن منحهم الثقة بالدين والمنهج القرآني إن تم الأعتماد عليه عمليا وتنظيريا.


وهذا ما ستتوفر عليه دولة الإمام المهدي /ع/ في المستقبل الموعود
فدستورها سيكون القرآن الحكيم وحاكمها به الإمام المهدي/ع/.
وبإذن الله تعالى.

والحكم بالكتاب ومنه (القرآن الكريم) ومن قبل النبي أو الإمام/ع/
كدستور للناس أجمعين هو حقيقة قرآنية أكدتها النصوص الشريفة
في مواضع متعددة منها::

قوله تعالى:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }النساء105
:والمقصود بالكتاب هنا :القرآن الكريم:



{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48



{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170
أي:
والذين يتمسَّكون بالكتاب وهو القرآن الكريم هنا ويعملون بما فيه من العقائد والأحكام
ويحافظون على الصلاة بحدودها, ولا يضيعون أوقاتها, فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة, ولا يضيعها.

وهذه الآية الشريفة أكّدت على لزوم التسمك الفعلي بجوهر القرآن الكريم والحكم به حياتيا بين الناس.
والمحافظة على الصلاة الواجبة.


وهذان العنصران: عنصر المسك بالكتاب وإقامة الصلاة :

هما وقود التغيير في الذات والمجتمع وإصلاحه وهما أيضا مَطلبا الإمام المهدي/ع/ في حركته وظهوره وقيامه الشريف


كما بينّ ذلك الإمام الحسين/ع/ من قبل في توصيفه لماهية الإمام الحق الحاكم بالكتاب):



{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64
أي:
وما أنزلنا عليك القرآن الكريم -أيها الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم)
إلاّ لتوضح للناس ما اختلفوا فيه من الدين والأحكام;
ولتقوم الحجة عليهم ببيانك ورشدًا ورحمة لقوم يؤمنون.


{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89


{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
أي:
لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات, وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع
وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل
وأنزلنا لهم الحديد, فيه قوة شديدة
(وهنا يكون المعنى كناية عن القوة التنفيذية التي يجب توافرها في كيانية الدولة العادلة والحاكمة بالكتاب)

ومنافع للناس متعددة( أي ومنها تمكين الدولة العادلة من بسط نفذوها الحق وبالقوة التنفيذية العادلة والإجرائية فضلا عن المنافع الأخرى)

وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر, عزيز لا يغالَب.

وهذه الآية الشريفة توفرت هي الآخرى على العنصريين المركزيين في ماهية الإمام المعصوم/ع/ وهما:
الحكم بالكتاب والقيام بالقسط.

وهما أيضا مما أكّدَ عليهما الإمام الحسين/ع/ في نصوصه الشريفة في نهضته الخالدة.
و هذان أيضا وصفان نعتقد يقيناً بتوفرهما في هوية الإمام المهدي/ع/ وقيامه الشريف.
فالروايات أكّدت بخصوص ظهور وقيام الإمام المهدي/ع/ بأنه /ع/ سيعيد العمل بالكتاب ويقوم بالقسط.



وروي عن الإمام جعفر الصادق/ع/ أنه قال:
((والله لكأني أنظرُ إليه بين الركن والمقام يُبايع الناس على كتاب جديد (القرآن الكريم)، على العرب شديد))
إنظر/الغيبة/النعماني/ص200.

:أي :
بمعنى أنه /ع/ سيُعيد الحكم بالكتاب وكأنه جديد في هويته وجوهره الذي هجره الناس مليّا فكان عليهم شديدا.



وقد صرّحتْ الروايات الصحيحة بأنّ القائم بالقسط هو الإمام/ع/ بصورة عامة
وإمامنا المهدي/ع/ أبرز مصاديق القائمين بالقسط في وقتنا وقت الغيبة الكبرى وفي وقت ظهوره وقيامه بالحق


فقد ورد في ::
تفسير العياشي (محمد بن مسعود) ج1/ص166/



عن الإمام محمد الباقر/ع/ أنه قال::
حينما سُئِلَ عن معنى قوله تعالى::

((وأولوا العلم قائما بالقسط))


قال/ع/ هم الأنبياء والأوصياء وهم قيامٌ بالقسط والقسط ::العدل في الظاهر .


وعن مرزبان القمي :قال:
سألتُ أبا الحسن /ع/ يقصد الرضا/ع/

عن قوله تعالى ::

((وأولوا العلم قائماً بالقسط))
قال/ع/ :هو الإمام :



وإنّ ّ تأكيد الإمام الحسين/ع/ على مفردة (( القائم بالقسط))


لهوأمرٌ في غاية الأهمية والحكمة في تأسيس الدولة وبسط نفوذها على المسلمين.

والأمر الأهم من ذلك هو أن يكون دين الحاكم دين الحق لا الباطل وأن يعمل لله تعالى لا أن يؤسس لذاته ولشهواته الدنيوية وتاركاً مصالح وصلاح المسلمين خلف ذاته.



والقارىء اللبيب في قرآته لهذا النص يَذعن لحقانية ومشروعية الإمام الحسين/ع/ ومدى إلتزامه بضرورة توفر الأهلية والشرعية في شخص الحاكم للمسلمين
وعدم السماح للظالمين من التسلط على رقابهم.


فالعمل والحكم بكتاب ألله تعالى واجب شرعي وإتباع منهج العدل والقسط في التعاطي مع امور المسلمين وتدبيرهم هو مطلبٌ عقلاني وقرآني مركزي وحيوي .

إنّ كلّ تلك المُرتكزات الشرعية والعقلانية من ضرورة الحفاظ على العمل بكتاب ألله
والسير على منهج العدل والمساواة بين الناس وعدم ظلمهم جعلت الحسين/ع/ يتحرك سريعا لمعالجة الموقف آنذاك.


فإصراره /ع/ في رفض بيعة يزيد وبقوة هو لأجل عدم إعطاؤه الصفة الشرعية والقانونية في حكمه للمسلمين.

ولذا أبلغ /ع/ والي المدينة ( الوليد بن عتبة) قائلاً له وبصورة نهائية :::

(( أيها الأميرُ
إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح ألله (أي فتحٌ بنبوة محمد /ص/وبإمامة علي/ع/ وبنيه المعصومين )

وبنا ختم ( أي بإمامة المهدي/ع/ خاتم الأئمة المعصومين/ع/ )

ويزيد الفاسق فاجر شارب الخمرقاتل النفس المحترمة
مُعلِن بالفسق والفجور ومثلي لا يُبايع مثله))

/ إنظر/ أعيان الشيعة/ السيد محسن الأمين/ القسم الأول/ج4/ص183/184/.

وفقرة::
((ومثلي لا يُبايع مثله))



هي مقولةٌ مُقدّسةٌ::
تختزل في عمقها وواقعها القيمي المبدأ الحق والمائز التشريعي والشخصي بين المعصوم وغيره.

وهي تُشكّل نقطة إلتقاء ونظام في هويتي الإمام الحسين والإمام المهدي(عليهما السلام)
فكلاهما لم يكن في عنقهما بيعة لإحدٍ

كما حصل مع الإمام الحسين /ع/ في رفضه القاطع لمبايعة الطاغية الظالم يزيد(لعنه الله).

وكذلك سيكون الحال مع إمامنا المهدي/ع/ فإنه سيخرج وليس في عنقه بيعة لأحدٍ.

وهذه الحقيقة أكدتها الروايات بصورة لاتقبل النكران:


فعن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام أنه قال :

(( يُبعَثُ القائمُ وليس في عنقه بيعة لأحد))
الإمامة والتبصرة/ابن بابويه القمي/ص/116.


وأخيرا يجب أن نوظّف القضية الحسينية الشريفة ونهضتها القيمية في بث ثقافة العمل بالكتاب القرآن الكريم والتعايش بالقسط مجتمعيا

وتنشيط هذين العنصرين في حياتنا الفردية والجماعية بصورة تُسهم ولوبالحد المُمكِن والمقدور عليه في تعجيل فرج إمامنا المهدي/ع/ وتقريب قيامه بالحق والعدل.


وسلام على الحسين في العالمين
وعجّلَ الله تعالى فرج إمامنا المهدي(عليه السلام)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




35 معلومه عن الامام المهدي عليه السلام



1 _ عدد أصحاب الامام المهدي عليه السلام أول ظهوره (313).



2 _ عمر الإمام المهدي عليه السلام عند تسلمه الخلافة كان (5) سنوات.
3 _ أن من داوم على قراءة سورة الكهف أمن من فتنة الدجال.
4 _ أم الإمام المهدي عليها السلام لها عدة أسماء (نرجس _ صقيل- ومليكة...)
5 _ أم الامام المهدي عليها السلام رومية بنت يشوعا بن قيصر.
6 _ أم الامام المهدي عليها السلام كانت مع جيش الروم وأسرها المسلمون.
7 _ أم الامام المهدي عليها السلام حبست في سجن المعتمد العباسي بعد ولادة الامام المهدي عليه السلام.
8 _ الامام علي الهادي عليه السلام أُرسل بشر بن سليمان النخاس لشراء السيدة نرجس في بغداد.
9 _ الغيبة الصغرى استمرت (69) عاماً.
10 _ عمر الامام المهدي عليه السلام عند شهادة أبيه العسكري (5) سنوات.
11 _ ابتداء الغيبة الكبرى كان سنة (329) هـ ويصادف 941م.
12 _ ولادة الامام المهدي عليه السلام كانت في 15 شعبان سنة (255) هـ
13 _ عدد الآيات النازلة في شأن الامام المهدي عليه السلام هي (132) آية.
14 _ إن أكثر من (128) من علماء السنة يتفقون مع الشيعة على ولادة المهدي عليه السلام سنة (255)هـ.
15 _ أن النواب الأربعة مدفونون في بغداد.
16 _ أن عدد وكلاء الامام عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى عشرون ونيف وكيلاً.
17 _ أن أول السفراء الأربعة هو (عثمان بن سعيد العمري) كان وكيلاً للإمام الهادي والعسكري عليهما السلام.
18 _ أن محمد بن عثمان العمري تسلّم النيابة الثانية بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد.
19 _ أن الحسين بن روح النوبختي هو النائب الثالث وكان (ايراني الأصل).
20 _ أن الحسين بن روح تسلّم النيابة لفترة (21) عاماً.
21 _ أن محمد بن عثمان تشرف بالنيابة لفترة (40) عاماً تقريباً.
22 _ أن النائب الرابع هو علي بن محمد السمري تشرف بالنيابة لفترة (3) سنوات.
23 _ أن المسجد المعروف في بغداد بـ (الخلاني) هو مرقد النائب الثاني.
24 _ أن للإمام المهدي عليه السلام (182) اسماً ذكرها الشيخ النوري في كتابه (النجم الثاقب).
25 _ أن عمر الامام المهدي عليه السلام حتى هذه السنة (1172) عاماً.
26 _ أن زيارة آل ياسين وردت عن الامام المهدي عليه السلام.
27 _ أن زيارة الحسين والتي تسمى زيارة الناحية المقدسة وردت عن الامام المهدي عليه السلام.
28 _ أن الامام المهدي عليه السلام يبني في (النجف) مسجداً له ألف باب.
29 _ ان الامام المهدي عليه السلام ينشر رايته في النجف الاشرف.
30 _ ان أحد مقامات الامام المهدي عليه السلام في وادي السلام بالنجف الاشرف.
31 _ ان عدد أنصاره من النساء (13) امرأة وفي بعض الروايات (50) امرأة.
32 _ أن جيش الامام المهدي عليه السلام الذي يتحرك من مكة يبلغ (10) آلاف شخصاً.
33 _ أن أسعد الناس بالامام المهدي عليه السلام هم أهل الكوفة.
34 _ أن من قرأ دعاء (العهد) أربعين صباحاً كان من أنصار القائم عليه السلام.
35 _ أن انتظار الفرج من أفضل العبادات والأعمال.

كتاب كمال الدين وتمام النعمة

السلام عليكم
عقيدة الشيعة في الامام المهدي المنتظر عليه السلام

البحث منقول من كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق رضوان الله عليه وهو من اعاظم علماء الشيعة وثقاتهم
اوردنا في هذا الموضوع موجز عن الاحاديث التي نقلتها كتبنا الشيعية عن نبينا محمد صل الله عليه واله وائمتنا الاثنا عشر اوصياء النبي صل الله عليه واله
((ملاحظة الكثير من الاحاديث المذكورة ادناه يقر بها الاخوة من اهل السنة ويصححونها))
عن الامام علي عليه السلام أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم إنه لابد لارضك من حجة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به ، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم مترقب ، إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم ، فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة ، فهم بها عاملون .
عن عبد الله بن ـ عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الارض إطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ، ثم أطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين ، ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ، ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ، ومهدي أمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة ، فيعلن أمر الله ، ويظهر دين الله عزوجل ، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله ، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الائمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي ، وحجج الله على أمتي بعدي ، المقر بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر.
قال أبو القاسم عتاب : وهذا حديث مطرف قال : كنا جلوسا في المسجد ، ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال : فيكم عبد الله ( بن مسعود ) قال : نعم أنا عبد الله فما حاجتك ؟ قال : يا عبد الله أخبركم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون فيكم من خليفة ؟ قال : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق ، نعم اثنا عشر خليفة عدة نقباء بني إسرائيل قال أبو عروبة في حديثه : نعم عدة نقباء بني إسرائيل ، قال جرير ، عن أشعث ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل .
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : دخلت على مولاتي فاطمة عليها السلام وقد امها لوح يكاد ضوؤه يغشي الابصار ، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره ، وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر إسما ، فقلت : أسماء من هؤلاء ؟ قالت : هذه أسماء الاوصياء أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي ، آخرهم القائم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، قال جابر ، فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليا وعليا وعليا وعليا في أربعة مواضع .
عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن خلفائي و أوصيائي ، وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر : أولهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله ومن أخوك ؟ قال : علي بن أبي طالب ، قيل : فمن ولدك ؟ قال : المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الارض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب .
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا و خلقا ، تكون به غيبة وحيرة تضل فيها الامم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما .
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ، يعادي أعداءه ، ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن علي بن أبي طالب عليه السلام إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعز من الكبريت الاحمر ، فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : إي وربي ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، يا جابر إن هذا الامر ( أمر ) من أمر الله وسر من سر الله ، مطوي عن عباد الله ، فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عزوجل كفر .
عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون .
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : « الذين يؤمنون بالغيب » ( البقره : 2) قال : من أقر بقيام القائم أنه حق .
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه ذكر القائم عليه السلام فقال : أما ليغيبن حتى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة .
عن أمير المؤمنين علهيم السلام قال : للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ثم قال عليه السلام : إن القائم منا إذا قام لم يكن لاحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته و يغيب شخصه .
قال الامام علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام : من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد .
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزوجل : « يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا » يعني خروج القائم المنتظر منا ، ثم قال عليه السلام : يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الامر سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله : فأما من موسى فخائف يترقب ، وأما من عيسى فيقال فيه ما ( قد ) قيل في عيسى ، وأما من يوسف : فالسجن والغيبة ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عزوجل ، قلت : وكيف يعلم أن الله تعالى قد رضي ؟ قال : يلقي الله عزوجل في قلبه الرحمة .
عن السيد عبد العظيم قال: دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب عليهم السلام وأنا اريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره فابتدائي فقال لي : يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصنا بالامامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وإن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام إذ ذهب ليقتبس لاهله نارا فرجع وهو رسول نبي ، ثم قال عليه السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .
عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام أنه قال : صاحب هذا الامر من يقول الناس : إنه لم يولد بعد .
قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الامام القائم بالحق ، يحيي الله به الارض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون ، له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم : « متى هذا الوعد إن كنم صادقين » أما إن الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله .
عن محمد بن مسلم الثقفي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول : القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر تطوي له الارض وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الارض خراب إلا قد عمر ، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه ، قال : قلت : يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكان الزنا وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخروج السفياني من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه وآله بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا . وأول ما ينطق به هذه الاية « بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين » ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، فإذا اجتمع إليه العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج ، فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزوجل من صنم ( ووثن ) وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق . وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .
ونقل تفسير الصافي للكاشاني رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } سورة النور
القمّي نزلت في القائم من آل محمّد عليهم السلام. وفي المجمع المرويّ عن اهل البيت عليهم السلام انّها في المهديّ من آل محمد عليهم السلام.

قال وروي العيّاشي باسناده عن الامام عليّ بن الحسين عليهما السلام انّه قرء الآية وقال هم والله شيعتنا اهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهديّ هذه الامّة وهو الَّذي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله " لو لَم يبق من الدنيا الاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً " .
قال وروي مثل ذلك عن الامامان ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قال فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا الصالحات النبيّ وأهل بيته.
والسلام عليكم

الامام المنتظر وارشاده لنا

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .ان الائمة وكما هو معلوم قد عاشوا في ظروف قاسية يحيط بهم الحكام الطواغيت من كل الجهات وكان يحسب عليهم كل زيارة لمؤمن ان زارهم ويحسب عليهم كل كلمة ان نطقوا بها خوفا على سلطانهم كما نقل في الاخبار الصحيحة عن تعامل المنصور القاسي البخيل مع سيدنا وابونا الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام :الكافي ج : 8 ص : 377- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ ذُكِرَ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ وَ سُوءُ حَالِ الشِّيعَةِ عِنْدَهُمْ فَقَالَ إِنِّي سِرْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ هُوَ فِي مَوْكِبِهِ وَ هُوَ عَلَى فَرَسٍ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ خَيْلٌ وَ مِنْ خَلْفِهِ خَيْلٌ وَ أَنَا عَلَى حِمَارٍ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ كَانَ فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَفْرَحَ بِمَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَ فَتَحَ لَنَا مِنَ الْعِزِّوَ لَا تُخْبِرَ النَّاسَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَ أَهْلَ بَيْتِكَ فَتُغْرِيَنَا بِكَ وَ بِهِمْ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنْ رَفَعَ هَذَا إِلَيْكَ عَنِّي فَقَدْ كَذَبَ فَقَالَ لِي أَ تَحْلِفُ عَلَى مَا تَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ سَحَرَةٌ يَعْنِي يُحِبُّونَ أَنْ يُفْسِدُوا قَلْبَكَ عَلَيَّ فَلَا تُمَكِّنْهُمْ مِنْ سَمْعِكَ فَإِنَّا إِلَيْكَ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَيْنَا فَقَالَ لِي تَذْكُرُ يَوْمَ سَأَلْتُكَ هَلْ لَنَا مُلْكٌ فَقُلْتَ نَعَمْ طَوِيلٌ عَرِيضٌ شَدِيدٌ فَلَا تَزَالُونَ فِي مُهْلَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ وَ فُسْحَةٍ مِنْ دُنْيَاكُمْ حَتَّى تُصِيبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ الْحَدِيثَ فَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَكْفِيَكَ فَإِنِّي لَمْ أَخُصَّكَ بِهَذَا وَ إِنَّمَا هُوَ حَدِيثٌ رَوَيْتُهُ ثُمَّ لَعَلَّ غَيْرَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ يَتَوَلَّى ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي...(انتهى ما اردنا نقله).ونقل ايضا في كتاب بحارالأنوار ج : 47 ص : 195عن كتاب مهج الدعوات: مِنْ كِتَابٍ عَتِيقٍ بِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَاصِمِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَاجِبِ قَالَ قَعَدَ الْمَنْصُورُ يَوْماً فِي قَصْرِهِ فِي الْقُبَّةِ الْخَضْرَاءِ وَ كَانَتْ قَبْلَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِيمَ تُدْعَى الْحَمْرَاءَ وَ كَانَ لَهُ يَوْمٌ يَقْعُدُ فِيهِ يُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الذَّبْحِ وَ كَانَ أَشْخَصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ فِي الْحَمْرَاءِ نَهَارَهُ كُلَّهُ حَتَّى جَاءَ اللَّيْلُ وَ مَضَى أَكْثَرُهُ قَالَ ثُمَّ دَعَا أَبِي الرَّبِيعَ فَقَالَ لَهُ يَا رَبِيعُ إِنَّكَ تَعْرِفُ مَوْضِعَكَ مِنِّي وَ إِنِّي يَكُونُ لِيَ الْخَبَرُ وَ لَا تَظْهَرُ عَلَيْهِ أُمَّهَاتُ الْأَوْلَادِ وَ تَكُونُ أَنْتَ الْمُعَالِجُ لَهُ فَقَالَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيَّ وَ فَضْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا فَوْقِي فِي النُّصْحِ غَايَةٌ قَالَ كَذَلِكَ أَنْتَ سِرِ السَّاعَةَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَاطِمَةَ فَأْتِنِي عَلَى الْحَالِ الَّذِي تَجِدُهُ عَلَيْهِ لَا تُغَيِّرْ شَيْئاً مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعَطَبُ إِنْ أَتَيْتُ بِهِ عَلَى مَا أَرَاهُ مِنْ غَضَبِهِ قَتَلَهُ وَ ذَهَبَتِ الْآخِرَةُ وَ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ وَ أَدْهَنْتُ فِي أَمْرِهِ قَتَلَنِي وَ قَتَلَ نَسْلِي وَ أَخَذَ أَمْوَالِي فَخُيِّرْتُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَمَالَتْ نَفْسِي إِلَى الدُّنْيَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ فَدَعَانِي أَبِي وَ كُنْتُ أَفَظَّ وُلْدِهِ وَ أَغْلَظَهُمْ قَلْباً فَقَالَ لِي امْضِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَتَسَلَّقْ عَلَى حَائِطِهِ وَ لَا تَسْتَفْتِحْ عَلَيْهِ بَاباً فَيُغَيِّرَ بَعْضَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَ لَكِنِ انْزِلْ عَلَيْهِ نُزُولًا فَأْتِ بِهِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي هُوَ فِيهَا قَالَ فَأَتَيْتُهُ وَ قَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ إِلَى أَقَلِّهِ فَأَمَرْتُ بِنَصْبِ السَّلَالِيمِ وَ تَسَلَّقْتُ عَلَيْهِ الْحَائِطَ فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ دَارَهُ فَوَجَدْتُهُ قَائِماً يُصَلِّي وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ مِنْدِيلٌ قَدِ ائْتَزَرَ بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ قُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ دَعْنِي أَدْعُو وَ أَلْبَسُ ثِيَابِي فَقُلْتُ لَهُ لَيْسَ إِلَى تَرْكِكَ وَ ذَلِكَ سَبِيلٌ قَالَ وَ أَدْخُلُ الْمُغْتَسَلَ فَأَتَطَهَّرُ قَالَ قُلْتُ وَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَسَبِيلٌ فَلَا تَشْغَلْ نَفْسَكَ فَإِنِّي لَا أَدَعُكَ شَيْئاً قَالَ فَأَخْرَجْتُهُ حَافِياً حَاسِراً فِي قَمِيصِهِ وَ مِنْدِيلِهِ وَ كَانَ قَدْ جَاوَزَ ع السَّبْعِينَ فَلَمَّا مَضَى بَعْضُ الطَّرِيقِ ضَعُفَ الشَّيْخُ فَرَحِمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ارْكَبْ فَرَكِبَ بَغْلَ شَاكِرِيٍّ كَانَ مَعَنَا ثُمَّ صِرْنَا إِلَى الرَّبِيعِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ وَيْلَكَ يَا رَبِيعُ قَدْ أَبْطَأَ الرَّجُلُ وَ جَعَلَ يَسْتَحِثُّهُ اسْتِحْثَاثاً شَدِيداً فَلَمَّا أَنْ وَقَعَتْ عَيْنُ الرَّبِيعِ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ بَكَى وَ كَانَ الرَّبِيعُ يَتَشَيَّعُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ عليه السلام يَا رَبِيعُ أَنَا أَعْلَمُ مَيْلَكَ إِلَيْنَا فَدَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ أَدْعُو قَالَ شَأْنَكَ وَ مَا تَشَاءُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفَّفَهُمَا ثُمَّ دَعَا بَعْدَهُمَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ إِلَّا أَنَّهُ دُعَاءٌ طَوِيلٌ وَ الْمَنْصُورُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ يَسْتَحِثُّ الرَّبِيعَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَى طُولِهِ أَخَذَ الرَّبِيعُ بِذِرَاعَيْهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ فَلَمَّا صَارَ فِي صَحْنِ الْإِيوَانِ وَقَفَ ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِشَيْ‏ءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ وَ أَنْتَ يَا جَعْفَرُ مَا تَدَعُ حَسَدَكَ وَ بَغْيَكَ وَ إِفْسَادَكَ عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ مَا يَزِيدُكَ اللَّهُ بِذَلِكَ إِلَّا شِدَّةَ حَسَدٍ وَ نَكَدٍ مَا تَبْلُغُ بِهِ مَا تُقَدِّرُهُ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ شَيْئاً مِنْ هَذَا وَ لَقَدْ كُنْتُ فِي وَلَايَةِ بَنِي أُمَيَّةَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَى الْخَلْقِ لَنَا وَ لَكُمْ وَ أَنَّهُمْ لَا حَقَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَوَ اللَّهِ مَا بَغَيْتُ عَلَيْهِمْ وَ لَا بَلَغَهُمْ عَنِّي سُوءٌ مَعَ جَفَاهُمُ الَّذِي كَانَ بِي وَ كَيْفَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَصْنَعُ الْآنَ هَذَا وَ أَنْتَ ابْنُ عَمِّي وَ أَمَسُّ الْخَلْقِ بِي رَحِماً وَ أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً وَ بِرّاً فَكَيْفَ أَفْعَلُ هَذَا فَأَطْرَقَ الْمَنْصُورُ سَاعَةً وَ كَانَ عَلَى لِبْدٍ وَ عَنْ يَسَارِهِ مِرْفَقَةٌ جِرْمَقَانِيَّةٌ وَ تَحْتَ لِبْدِهِ سَيْفٌ ذُو فَقَارٍ كَانَ لَا يُفَارِقُهُ إِذَا قَعَدَ فِي الْقُبَّةِ قَالَ أَبْطَلْتَ وَ أَثِمْتَ ثُمَّ رَفَعَ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا إِضْبَارَةَ كُتُبٍ فَرَمَى بِهَا إِلَيْهِ وَ قَالَ هَذِهِ كُتُبُكَ إِلَى أَهْلِ خُرَاسَانَ تَدْعُوهُمْ إِلَى نَقْضِ بَيْعَتِي وَ أَنْ يُبَايِعُوكَ دُونِي‏ فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا أَسْتَحِلُّ ذَلِكَ وَ لَا هُوَ مِنْ مَذْهَبِي وَ إِنِّي لَمَنْ يَعْتَقِدُ طَاعَتَكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِّ ....(انتهى ما اردت نقله)انا لله وانا اليه راجعون يود الانسان ان يموت ولا يقرء امثال هذه الروايات التي تكشف عن مدى مظلومية الائمة سلام الله عليهم ومدى طغيان الطواغيت ...."أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53) الذاريات"فلعنة الله على المنصور ومن مال اليه ومن مكنه من رقاب ذرية رسول الله صلى الله عليه واله .ففي مثل هذه الظروف لم يكن من الممكن بث العلوم الحقة ولا نشر الدين الحق لذلك استعمل الائمة عليهم السلام طريقة غاية في الجمال وهي طريقة الدعاء لانها اولا : علاقة العبد بربه ولذلك فالطواغيت يغفلون عادة عن عظيم الهدف منهاوثانية : ان الحكام يومهم كانوا جهلاء لايفهمون معاني الادعية وعمق ما فيها من المعارف .لذلك خرجت الادعية والزيارات لتحمل لنا في خزائنها اعمق المعارف والعلوم لمن اراد ان يسلك الى الله سبحانه سبيله ويعيش الجنان وهو بين الانام ومنها هذا الدعاء العظيم الذي قد جهل حقه الكثير من الموالين ونساله تعالى ان يوفقنا لشرحه ان سمحت لنا الفرصة والمشاغل .